مفهوم التربيه الصحيح و الاصلاح و ضرورتها

إن التربية عملية ضرورية للإنسان في حياته الخاصة و العامة باعتبارها سلسلة و شبكة متكاملة من القيم و الأفعال و السلوكات الإيجابية التي يحدثها الكبار في الصغار بهدف تيسير و تسهيل إدماجهم في المجتمع يرتبط مفهوم التربية بالزيادة و النماء حين يتزود الطفل بمختلف أنواع المعرفة و الثقافة فتكبر مداركه و يتغذى عقله علاوة على نماء جسده . تعتبر التربية ظاهرة اجتماعية ذلك لأنها لا تتم في فراغ أو دون وجود المجتمع إذ لا وجود لها إلا بوجود المجتمع و التربية في كل أحوالها لا تهتم بالفرد منعزلا عن المجتمع بل تهتم بالفرد و المجتمع معا في وقت واحد و متزامن من خلال اتصال الفرد بمجتمعه و تفاعله معه سلبا و إيجابا . التربية في اللغة لها عدة معاني و منها: ممكن تعريفها بأنها تطبيقا لعلم أصول التدريس و الذي يعتبر تجمعا للأبحاث النظرية و التطبيقية و المتعلقة بعمليتي التعليم و التعلم و الذي يتعامل مع عددًا من فروع المعرفة مثل علم النفس و الفلسفة و علوم الكمبيوتر و علوم اللغات و علم الاجتماع. كلمة التربية تستخدم بمعنى التهذيب و الرفعة في المنزلة فقد قال الزمخشري فلان في رباوة قومه أي في أشرفهم و التربية هي اسم مشتق من الفعل رَبَى بمعنى الزيادة و النمو كما في قوله تعالى ويربي الصدقات. التربية تعني رب والرب في اللغة يطلق على المالك و السيد و المربي و المنعم مثل رب الإبل أي مالكها ومربيها. التربيه هي تغذية الشيء و إنشائه شيئًا فشيئًا إلى حد الكمال كتغذية الجسم وتربيته بكل ما يحتاجه من طعام و شراب لينمو و يقوى و يصح و يستطيع العيش و مواجهة مشقات الحياة و المقصود بالتغذية هنا تغذية الجسد و الروح و الفكر و الوجدان. التربيه هى دمج القيم مع اهتمامات الطفل و عالمه المفضل لكي تتم بطابع عملي بعيداً عن التنظير و التربيه لاعداد مواطن صالح و هو ما يفعله الآباء و المدرسين و المدرسة أو بمعنى آخر النشاط الذي تقوم به لتعليم الصغار هى الحصيله النهائية أو ما يكتسبه الطفل و ما يسمى في النهاية بالتربية . التربية في نظر البعض تأخذ منظورا دينيا و يعتبره البعض عملية هدفها هو الحصول على الإنسان السوي المعتدل كما أقرت بذلك كل الديانات السماوية و الرعاية و الاهتمام في مراحل العمر الأولى و جعل الوالدين أنفسهم قدوة مهمة بالقول و الفعل الصادر عنهم. تخلق التربية اتجاهات سلوكية اجتماعية معينة تعزز التربية وطنيه الفرد لوطنه و حسن انتمائه لأرضه و بلده تعد التربية النهج الصحيح لتقويم سلوك الفرد في بيته و مجتمعه و وطنه و تنمية الصفات المرغوبة بداخله .