تاريخ معبد ابو سمبل و كيف تم نقله

العالم / معالم وآثار

أبو سمبل هو موقع أثري يقع على الضفة الغربية لبحيرة ناصر نحو 290 كم جنوب غرب أسوان و هو أحد مواقع آثار النوبة المدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي و التي تبدأ من اتجاه جريان النهر من أبو سمبل إلى فيلة بالقرب من اسوان و معبد أبو سمبل هو واحد من أهم المعالم الأثرية في مصر عامة و محافظة أسوان خاصة و خير شاهد على تاريخ الحضارة المصرية جنوبًا و يحمل من قيم تاريخية ما يميزه عن باقي المعالم الأثرية الأخرى المنتشرة في ربوع مصر و احدة منها تعامد الشمس الفريد الذي يحدث مرتين كل عام على وجه الملك رمسيس الثاني بمعبده الكبير قدس الأقداس. وقد بناه الملك رمسيس الثاني عام 1250 ق.م ثالث فراعنة الأسرة المصرية التاسعة عشرة و قد أُنجز هذان المعبدان نحو سنة 1206 ق.م و كانا من أعظم معابد مصر القديمة و يسميان في العادة معبد أبو سمبل الكبير و معبد أبو سمبل الصغير و كلاهما أكثر سعة و فخامة من كل المعابد الصخرية المصرية في كل العصور يروعان بقوة عمارتهما و حسن نسبهما و ضخامة تماثيلهما و جمال ما يحلي جدرانهما من نقوش . ففى 22 فبراير و 22 اكتوبر تتعامد الشمس بمعبد أبوسمبل حيث تقطع الشمس مسافة تبلغ 200 متر لتتعامد على حجرة قدس الأقداس فى ظاهرة تتكرر مرتين فقط كل 365 يوما معبد أبو سمبل تم بناؤه على يد رمسيس الثانى و يمثل إعجاز المصريين القدماء فى علوم الفلك و الهندسة و العمارة و الإعجاز الحقيقى فى ظاهرة التعامد السنوية هو تعامد الشمس على 3 تماثيل و هم الإله راع حاراختى و الملك رمسيس الثانى و تمثال الإله أمون بينما تأبى التعامد على تمثال الإله بتاح و هو إله الظلام. وتبين نتيجة الدراسة أن المعبد الكبير مخصص لرمسيس الثاني الموحد مع الربين أمون رع و رع حور اختي الشمس البازغة أما الصغير فهو مخصص لنفرتاري زوجة رمسيس الثاني موحدة مع الربة حتحور حيث يلحق بمعبد أبو سمبل معبد مجاور شيده الملك رمسيس الثانى لزوجته الملكة نفرتارى تكريمًا و حبًا لها يرجع تاريخ المعبد إلى 2400 عام قبل الميلاد و تم تشيده بهذه التماثيل الضخمة حتى يبث الرعب داخل قلوب الأعداء يخلد هذا المعبد معركة قادش أهم المعارك التى خاضها الملك رمسيس الثانى خلال فترة حكمه. يقول المؤرخون إن تصميم أبو سمبل يعبر عن شىء من اعتزاز الملك رمسيس الثاني وعرف بمعبد أبوسمبل المحبوب من قبل آمون و هو ضمن ستة معابد في النوبة يطلق عليها اسم معابد أبوسمبل التي بنيت بهدف تعزيز مكانة الدين المصري في المنطقة و مع مرور الوقت هجرت المعابد و بالتالي أصبحت مغطاة بالرمال منها تماثيل معبد الملك رمسيس و التي غرست في الرمال حتى الركبتين . و كان المعبد منسيًا حتى 1813 ليعثر عليه المستشرق السويسري جى أل بورخاردت على كورنيش المعبد الرئيسي و تحدث عن هذا الاكتشاف مع نظيره الإيطالي المستكشف جيوفاني بيلونزي اللذين سافرا معا إلى الموقع لكنهم لم يتمكنوا من حفر مدخل للمعبد و عاد بيلونزي في 1817 و لكن هذه المرة نجح في محاولته لدخول المجمع. في عام 1959 ميلادى بدأت النداءات الدولية لإنقاذ معابد أبوسمبل من الغرق نتيجة ارتفاع منسوب مياه النيل عقب بناء السد العالي و بالفعل في عام 1964 استجابت منظمة اليونسكو الدولية لهذه النداءات و بدأت عملية إنقاذ معابد أبو سمبل بتكلفة تجاوزت ال 40 مليون دولار فقد تم جمع نحو 42 مليون دولار من مختلف بلدان العالم لنقل المعبد حفاظا عليهما من الغرق. و في عام 1963ميلادى تقرر تقسيم معبد رمسيس إلى أكثر من ألف مبنى و نقله إلى مكان آخر حيث تم بناء سد مؤقت حول الموقع لإبقائه جافًا و إنشاء شبكة إمدادات للطرق و تثبيت محطة لتوليد الكهرباء و توفير أماكن لإقامة الآلاف العمال المشاركين في المشروع و خوفًا من غرق معبد أبو سمبل في النيل قد تم تفكيكه و نقله عام 1968 الى هضبة الصحراء غرب موقعه الأصلي و التي يبلغ ارتفاعها 180 مترًا كما كان نقل و تحريك المعابد عملًا هائلًا حيث تضمنت عملية نقله من تقطيعه إلى أجزاء يتراوح وزنها بين 3 إلى 20 طنًا و إعادة تجميعها بدقة كما كانت و قد حققت عملية النقل نجاحًا كبيرًا حيث استغرق نقله 5 سنوات.

التعليقات

كتابة تعليق