وظيفة واهمية المال في المجتمع والدولة الاسلامية - كل مصر

إسلاميات / حساب الزكاة

المال في الإسلام ركن من أركان الدين كما هو ركن من أركان الدنيا أما كونه من أركان الدنيا فأمر يعرفه الجميع ولا يجادل فيه أحد وقد قالوا والمال قوام الأعمال والمال قوام الحياة وهو معنى مذكور في قوله تعالى {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما وأما كونه من أركان الدين فيتجلى أولا في الركن الثالث من أركان الإسلام وهو ركن الزكاة فالزكاة مال وعبادة مالية وركن مالي من أركان الإسلام . ثم إن أركانا أخرى في الإسلام تتوقف إقامتها على المال فالصلاة تحتاج إلى بناء المساجد وتجهيزها والقيام على خدمتها وكل هذا يحتاج إلى المال وفريضة الحج تتوقف كثيرا على المال وأعمال البر والإحسان والصلة والصدقة والوقف… كلها مال في مال والعلم والتعليم بحاجة إلى المال ومعظم أنواع الجهاد والدعوة إلى الله تحتاج إلى المال فالأفكار والدعوات والحركات تنتشر وتنجح بقدر ما لأهلها من وسائل وأدوات، يتوقف تحصيلها وتشغيلها على المال . ولذلك حبس الميسورون من المسلمين على مر التاريخ أموالهم العظيمة فكانت رافدة ورافعة لكل الخدمات والإنجازات الحضارية الدينية والدنيوية ويكفي المال فضلا أنه يمكن صاحبه من العيش بكرامة وعفة: يعطي ولا يطلب وينفق ولا يسأل وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة عن ظهر غنى ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله . وفي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن مسعود قال انهو قال النبي صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ومن نعم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قبل ذلك قول الله تعالى ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ولكن فضل الله هذا وغيره من صنوف فضله إنما يأتي بالكد والسعي فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله . فبالسعي وكسب المال الحلال وحسن تدبيره وإنفاقه في الخير يتفوق الأغنياء المتدينون على الفقراء المتدينين وإذا كان الفقير المتدين أفضل من الغني غير المتدين فإن الغني المتدين أفضل من الفقير المتدين فالأفضل والأكمل من المؤمنين هو من دخل في قوله تعالى ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب . ومن فضائل أهل المال أن فضلهم وثوابهم يستمر حتى بعد موتهم فينتفع ورثتهم بما ورثوه لهم وينتفع أهل الوصايا والصدقات الجارية من وصاياهم وصدقاتهم المحبسة وكل ذلك في صحائفهم لأنه من آثارهم قال الله تعالى إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وفي الصحيح عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي فقلت إني قد بلغ بي من الوجع وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة أفأتصدق بثلثي مالي . قال لا فقلت بالشطر فقال لا ثم قال الثلث والثلث كبير أو كثير إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في في امرأتك ونستفاد من الحديث جملة من مزايا المال وصاحبه فهو يوصي بجزء من مال في حدود الثلث وله في ذلك فضل وأجر ويترك الباقي لورثته حتى لا يكونوا من بعده فقراء يتكففون الناس وله في إغنائهم فضل وأجر وهو لا ينفق في حياته نفقة إلا كان له بها فضل وأجر حتى اللقمة التي يضعها في فم زوجته يكون له بها فضل وأجر .

التعليقات

كتابة تعليق