الحجر الاسود ومن اين اتى وماهو لونة الحقيقى - كل مصر

إسلاميات / معلومات إسلامية

الحجر الأسود هو حجر موضع إجلال مكون من عدة أجزاء بيضاوي الشكل أسود اللون مائل إلى الحمرة وقطره ثلاثون سم يوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج وفقا للعقيدة الإسلامية فهو نقطة بداية الطواف ومنتهاه ويرتفع عن الأرض مترًا ونصفًا وهو محاط بإطار من الفضة الخالصة صونًا له ويظهر مكان الحجر بيضاويًّا أما سواد لونه فيرجع إلى الذنوب التي ارتكبت وفقا للروايات عن النبي الله محمد حيث روى ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج فسودته خطايا بني آدم )وهو سواد في ظاهر الحجر أما بقية جرمه فهو على ما هو عليه من البياض. نزل الحجر الأسود من الجنة مع آدم عليه السلام وكان شديد البياض ولكن بسبب خطايا بني آدم اسود لونه كما ذكرنا وقد حفظه الله عز وجل لنبيه إبراهيم عليه السلام وعندما بدأ إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام ببناء الكعبة أرادا أن يكون مكان بدء الطواف ظاهراً للناس فأحضر جبريل عليه السلام الحجر ووضعه مكانه وكان الحجر في ذلك الوقت يتلألأ من شدة بياضه فكان يضيء كل أطراف الكعبة وبلغ طوله ذراع وقد غرس في بناء الكعبة ولم يظهر منه إلا رأسه الذي أصبح أسوداً بسبب الذنوب أما الجزء المغروس في الكعبة فلونه أبيض. وإن أصل الحجر الأسود يعود في الأساس إلى الجنة وسيرجع إليها فقد روى البيهقي في السنن والطبراني في الكبير وغيرهما واللفظ للطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال( الحجر الأسود من حجارة الجنة وما في الأرض من الجنة غيره وكان أبيض كالمها ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برئ ). وقد روى الأزرقي في تاريخ مكة ليس في الأرض من الجنة إلا الركن الأسود والمقام فإنهما جوهرتان من جوهر الجنة ولولا ما مسهما من أهل الشرك ما مسهما ذو عاهة إلا شفاه الله عز وجل وقد ذكر أن سيدنا آدم عليه السلام عندما هبط من الجنة أصيب بوحشة عظيمة واشتاق شوقاً شديداً غلى الجنة واشتد ولهه بها فأنزل الله سبحانه وتعالى الحجر الأسود من الجنة ليستأنس به ويخفف ما به من الشوق إليها وبما أن البيت الحرام كان حجةً للأنبياء في الأزمنة السابقة فيمكن أن يستنتج من ذلك أن الحجر الأسود كان مقدساً أيضاً من زمن هؤلاء الأنبياء. وعندما كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم خمساً وثلاثين عام أي قبل أن يبعث بخمس سنوات كانت قريش مجتمعة لتجدد بناء الكعبة وذلك بعد أن تصدعت جدرانها وكانت لاتزال على بنائها في عهد إبراهيم عليه السلام أي حجارة فوق القامة وتم حينها تقسيم العمل في بناء الكعبة بين القبائل المختلفة وكان لكل منها ناحية من نواحي الكعبة لكي تتولاها . فكانوا يبنونها بحجارة الوادي وعندما وصل البنيان إلى موقع الحجر الأسود واختلفت قبائل قريش والعرب على من يضع الحجر الأسود في مكانه وكان كل منها يرغب في أن ينال شرف رفع وإعادة الحجر الاسود إلى مكانه وكاد الأمر أن يصل إلى الاقتتال بينهم وحينها اقترح أبو أمية بن المغيرة المخزومي أن يقوم بتحكيم أول من يدخل عليهم من باب المسجد الحرام فيما تنازعوا فيه فوافقت القبائل على اقتراحه ولكن بعد مشاورات اتفقوا على أن يحكموا بينهم أول رجل يدخل الكعبة . فدخل محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه في ذلك الوقت لم يكن نبياً وعندما رأوه قالوا بأنه الأمين وأنهم سيرضون بحكمه فكان من رجاحة عقل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أن أنهى النزاع والخلاف بينهم بطريقةٍ حكيمة فقال هلم إليَ ثوبا فأتوه به فأخذ الحجر بيده الشريفة ووضعه في ثوبه ثم قال لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعاً ففعلوا فلما بلغوا به موضعه أخذه بيده الشريفة ووضعه في مكانه و ظل هذا الحجر مكرماً فكان النبي عليه الصلاة والسلام يقبله. =

التعليقات

كتابة تعليق