ما هى شروط التوبة الصادقة والرجوع الى الله - كل مصر

إسلاميات / عبادات

لقد منى الله تعالى على عباده أن فتح لهم بابا للتوبة من الذنوب؛ حتى لا تضيق بهم دنياهم وتضيق عليهم أنفسهم متى أذنبو ولتكون التوبة صحيحة صادقة لابد أن تتوافر فيها هذه الشروط . أن يندم صاحب الذنب على ما فعل معاص فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الندم توبة والإقلاع عن الذنب وتركه بالكلية وعدم مباشرة أسبابه أما إن استمر تاب العبد واستمر في المعصية وأقام عليها فذلك دليل كذبه وادعائه مع رد حقوق العباد إلى أصحابها، والاستغفار والدعاء متابعة الطاعات مثل النوافل والتصدق . من شروط التوبة النصوح هى إعادة الحقوق إلى أصحابها إذا كانت الذنوب متعلقة بحق عيني لأحد من الناس وكم سرق مال غيره أو أكل ميراث أحد والندم على فعل المعصية حتى يحزن على فعلها ويتمنى لو لم يفعلها والإقلاع عن المعصية فورا فان كانت في حق الله تركها وإن كانت في حق المخلوق تحلل من صاحبها ويكون ذلك بردها إليه أو بطلب المسامحة منه والعزم على أن لا يعود إلى تلك المعصية مستقبلا . وللتوبة فضائل عظيمة هى تعود على الإنسان بالخير في الدنيا والآخرة منها محبة الله للتائب وتزكية النفس أي طهارة النفس وتنقيتها من الآثام والخطايا وعدم الوقوع في المعاصي والندم على ما كان منها و توسع فى الرزق وفي ذلك ذكر القران الكريم ما قاله النبي هود يا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين . ومن فضل التوبة رفع البلاء عن الناس بالتوبة والتوبة تجلب الراحة النفسية للتائب وايضا الطمأنينة وإن الله يغفر الذنوب ويقبل التائبين ويقيل عشرات المذنبين وقد قص لنا القرآن الكريم أحوال التائبين كتوبة أصحاب الرسول محمد والذين تخلفوا عنه في غزوة العسرة وصدقوا في توبتهم وندموا على تخلفهم حتى ضاقت عليهم أنفسهم فقبل الله توبتهم فلا يقنط أحد من رحمة الله تعالى مهما بلغت ذنوبه فرحمة الله وسعت كل شئ وهو الذي يغفر ويقبل توبة من تاب . ومن إشكالان في شروط التوبة النصوح لو راجع صاحب المعصية نفسه مراجعة صحيحة ولم يحابها في معصية الله لعلم أن لذة المعاصي كلذة الشراب الحلو الذي فيه السم القاتل والشراب الذي فيه السم القاتل لا يستلذه عاقل لما يتبع لذته من عظيم الضررو التوبة النصوح هي التوبة الصادقة وحاصلها أن يأتي بأركانها الثلاثة على الوجه الصحيح بأن يقلع عن الذنب إن كان ملتبسا به ويندم على ما صدر منه من مخالفة أمر ربه جل وعلا وينوي نية جازمة ألا يعود إلى معصية الله أبدا . فاعلم أن الندم انفعال ليس داخلا تحت قدرة العبد فليس بفعل أصلا وليس في وسع المكلف فعله والتكليف لا يقع بغير الفعل ولا بما لا يطاق كما بينا والجواب عن هذا الإشكال هو أن المراد بالتكليف بالندم التكليف بأسبابه التي يوجد بهاوهي في طوق المكلف فلو راجع صاحب المعصية نفسه مراجعة صحيحة ولم يحابها في معصية الله لعلم أن لذة المعاصي كلذة الشراب الحلو الذي فيه السم القاتل والشراب الذي فيه السم القاتل لا يستلذه عاقل لما يتبع لذته من عظيم الضرر فعليك أن تعلم يقينا أن التوبة الصادقة النصوح يمحو الله بها الخطايا والسيئات .

التعليقات

كتابة تعليق