كيفيه التعامل مع غير المسلمين - كل مصر

إسلاميات / أخلاق إسلامية

كيف نظم الإسلام علاقة المسلمين ببعضهم ونظم أيضا علاقة المسلمين بالاخرين من أهل الكتاب وغيرهم وقد اهتم القرآن الكريم والسنة النبوية ببيان آداب التعامل مع غير المسلمين وأصوله وبينا حقوقهم كما ينبغي عليك أن تتعامل معهم برفق ولين على وفق أخلاق العمل وتحقيق المصالح الدنيوية وتريهم من نفسك الصدق والأمانة والوفاء بالعهد والكرم ليعرفوا الإسلام على صورته الحقيقية ويطلعوا على سماحته وعدله وشمائله وما يدعو إليه من مكارم الأخلاق مما يكون سببا في دخولهم فيه واعتناقه. فإن الدعوة بالفعل والقدوة أبلغ بكثير من الدعوة بالكلام كما أسلم كثير من الخلق لما رأوا سماحة الرسول صلى الله عليه وسلم وكرمه وعفوه ورحمته وبره بالخلق وشفقته عليهم ومحبة النصح لهم. لكن لا يجوز لك أن تتخذهم أصدقاء لك تذهب إليهم وتأنس بهم وتفضي بأسرارك لهم لأن الله نهى عن اتخاذهم أولياء قال تعالى لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير. ومن حقوق غير المسلمين حق حفظ الكرامة الإنسانية كرم الله الإنسان بأن خلقه وسخر له ما في الأرض جميعا ولم يكن هناك تفريق في هذا التكريم بين الناس فقد ساوى بينهم بغض النظر عن لونهم أو جنسهم أو لغتهم وجعل الله سبحانه هذا الاختلاف صفه من آيات قدرته قال تعالى ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين وقد ألزم على المسلمين أن يراعوا حقوق غيرهم من غير المسلمين في التعامل ومراعاة مشاعرهم وأحاسيسهم. حق العدل والمساواة فقد أيدت الشريعة العدل وحرمت الظلم وأمرت المسلمين أن يعاملوا غير المسلمين بالقسط قال تعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين وقد أعطاهم الإسلام حق العيش بسلام وحرم الاعتداء عليهم وأعطاهم حرية الاعتقاد والدين كما حرم إيذاء الجار ولو كان غير مسلم. حق الحماية والأمن فمن حقوق غير المسلمين أن تحقق الدولة الإسلامية حمايتهم من الظلم الداخلي والخارجي. الحق في عصمة دمائهم وأعراضهم وأموالهم وقد اييد العلماء على هذا الحق قال تعالى ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ولايجوز التعرض للمال الخاص بهم ومن حماية الدولة الإسلامية لعرض الذمي وكرامته أن حرم سبه واتهامه بالباطل واغتيابه والكذب عليه. الحق في العمل والتجارة وقد تمثل ذلك في حرية العمل والكسب ومختلف صنوف المعاملات التجارية ونحوها فلهم ما للمسلمين من حقوق ويحرم عليهم التعامل بالربا كما يحرم على المسلمين كما يشملهم ما يشمل المسلمين من آداب البيع والشراء لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى . الحق في التأمين في حالات الفقر والعجز والكبر في السن إذ تكفلت لهم الدولة الإسلامية بالعيش الكريم الآمن ولمن يعولونهم حيث فرض عمر بن الخطاب معونة لأحد كبار السن وكان كتابيا واعتبره من المساكين الداخلين في قوله تعالى إنما الصدقات للفقراء والمساكين. الحقوق العقدية والفكرية إذ تحق لهم ممارسة حقوقهم العقدية والفكرية ولا يمنعون إلا في حاله الإضرار بالمجتمع ومن هذه الحقوق حرية الاعتقاد واعتناق ما يرغبون من العقائد إذ إن لغير المسلمين الحق في البقاء على دينهم وعدم إكراههم للدخول في الإسلام قال تعالى لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي وللمعاهدين أن يمارسوا دينهم وعباداتهم في بيوتهم وفي المعابد الخاصة بهم. الحق في التعلم والتعليم إذ تترك لهم حرية تعلم دينهم وتعليمه لأبنائهم ولكن يمنعون من تعليم دينهم للمسلمين ولهم أن ينشئوا مدارسهم من حسابهم الخاص وتكون تحت إشراف الدولة. الحق في التعبير وإبداء الرأي إذ إن لهم الحق في إبداء وجهات نظرهم في أمور معينة وإعطاء النصيحة للناس. أخلاقيات التعامل مع غير المسلمين اهتم الإسلام بأدق التفاصيل في تنظيم العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين وعلى الأخص أهل الكتاب فقد أرسى قواعد مهمة في معاملتهم فنهى عن مجادلتهم في دينهم إلا أن تكون المجادلة بالمعروف وذلك أدعى إلى عدم وقوع البغض والطائفية والعداوة بين الناس وحتى لا تتغير النفوس بسبب هذا.

التعليقات

كتابة تعليق